21‏/7‏/2008

و ماتت الزهرة

لم يكن أمامه سبيلا كي يرحل سوى أن يجرحها
فربما هون عليها الجرح رحيله
و ربما كلما تذكرته تمثل لها ذلك الجرح فدفعها كي تنساه
أو ربما ضمده حبا آخر
قد كان مخطئا ..
فهي تعلم جيدا سبب رحيله
و تعلم أن قوله لم يجرح سواه .. فكم عانى ليقتنع بتنفيذه .. و كم ندم عليه أشد الندم
تركها و مضى
مضى و كل عضو فيه ينبض بذكراها
و كل طرف فيه ينطق باسمها .. يبكي لفراقها
لم يكن يعلم أنه حين تركها ترك جزئا منه معها
تركه معها فنامت مطمئنة .. و سهر هو جزعا يبحث عنه
تنهد و قال ربما نسيت هي أيضا شيئا معي
قلب قلبه رأسا على عقب بحثا عن ذلك الشيءو لم يجده ..
بل لم يجد لها هي أثرا في قلبه
اختفى مقعدها و اختفت كل ذكرى تقاسماها حتى عبق عطرها لم يتعرف عليه
حينها أدرك أن الحب كزهرة , جميلة و هادئة و لكنها وقت الدفاع تجرح ... ثم تموت









كريمان زمزم

18‏/7‏/2008

آه من سيارتي !



كانت الساعة حوالي الثانية عشر ظهرا نزلت لأدير سيارتي
فوجدتها تنعق و كأنها تعاندني حتى تنهدت فأطلقت آخر أنفاسها و توقفت
استسلمت و قررت أن أنتقل اليوم بواسطة المواصلات العامة

كانت الشمس حارقة قفزت بعد معاناة في إحدى الأتوبيسات و جلست أتأمل في الركاب من حولي
لقد نسيت فعلا كم هي الحياة صعبة .. أدهشتني نظرة الارهاق و الضعف المنبعثة من تلك الأعين البنية المجهدة .. يحتويها وجه أسود هو الآخر من كثرة تعرضه للشمس .. و فوقها جبينا مجعدا يتصبب عرقا و من تحتها أنفاسا دافئة تعلو و تختنق ..

ياه كم أشتاق للهواء البارد المنبعث من بين فتحات التكييف بسيارتي كم أشتاق لمعطر الجو المنعش الذي وضعته تحت المرآة الامامية ..
كدت أختنق ..

كل ما يحيط بي الآن أفواه تتحدث عن حياة لا أعيشها و تشكو مشاكل لا أعانيها

بمجرد أن نزلت ... استحيت من الله و من نفسي ... كم تذمرت و لعنت سيارتي ... كم تكبرت و قلت أنني استأت من حياتي .. كم طمعت و طلبت المزيد
أدركت الآن كم هي قاسية تلك الحياة التي لا أعيشها و تلك المشاكل التي لم تواجهني
و أن حياتي مقارنة بها هي جنة حقيقية
لمست مدى نعم الله علي التي لم أشعر بها و علمت حينها أن أقل ما يمكنني تقديمه لمن منحني إياها هو أن أشكره ليلا و نهارا و إن كان ذلك لا يكفي
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٨النحل)
يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك .. لك الحمد عدد ما كان و عدد ما سيكون و عدد الحركات و السكون

11‏/7‏/2008

رحيــــــل بلا وداع



رحل فيما بين يوم و ليلة


دون كلمة وداع أو حتى نظرة سلام


لم يكن قد مهد لها رحيله المفاجئ


نعم قد كان معها في الأمس و حتى اللحظة الأخيرة


يغازلها , يحاكيها , و يعلقها بوعوده الكاذبة


لم تُكن له في قلبها و لو ذرة من الشك


وثقت به حتى كادت تضحي بكل ما تملك من أجله فقط


و في اللحظة الموقوتة .. لملم أغراضه و حمل كلامه المعسول بل ابتلعه و رحل


رحل و تركها تبكي في كل ليلة وحدها


ما زالت تنكر رحيله


تنكر غيابه


فهو ما زال يتمثل لها أينما تذهب


تراه كلما خفق جفنهاو كلما نظرت صوب أحد أركان غرفتها


ما زالت تستيقظ في آواخر الليل تبحث عنه


تجده في عيني دميتها الشاردة


تحتضنها و تكمل نومها


حتى تسدل الشمس أشعتها على نافذة غرفتها


فتدرك وقتها أن بعد أشد ساعات الظلام ينبعث النور


فيغمرالظلمات ويخفيها ثم ينتشر حتى آخر الآفاق


حينها تتشبع بالأمل


تتيقن أن عليها أن تمضي


ففي إنتظارها على الناحية الأخرى من سيعوضها


و ينسيها كل ما مضى


من هو أفضل منه


لن يرحل و يتركها


ولن يجرحها أبدا
____________


كريمان زمزم