18‏/7‏/2008

آه من سيارتي !



كانت الساعة حوالي الثانية عشر ظهرا نزلت لأدير سيارتي
فوجدتها تنعق و كأنها تعاندني حتى تنهدت فأطلقت آخر أنفاسها و توقفت
استسلمت و قررت أن أنتقل اليوم بواسطة المواصلات العامة

كانت الشمس حارقة قفزت بعد معاناة في إحدى الأتوبيسات و جلست أتأمل في الركاب من حولي
لقد نسيت فعلا كم هي الحياة صعبة .. أدهشتني نظرة الارهاق و الضعف المنبعثة من تلك الأعين البنية المجهدة .. يحتويها وجه أسود هو الآخر من كثرة تعرضه للشمس .. و فوقها جبينا مجعدا يتصبب عرقا و من تحتها أنفاسا دافئة تعلو و تختنق ..

ياه كم أشتاق للهواء البارد المنبعث من بين فتحات التكييف بسيارتي كم أشتاق لمعطر الجو المنعش الذي وضعته تحت المرآة الامامية ..
كدت أختنق ..

كل ما يحيط بي الآن أفواه تتحدث عن حياة لا أعيشها و تشكو مشاكل لا أعانيها

بمجرد أن نزلت ... استحيت من الله و من نفسي ... كم تذمرت و لعنت سيارتي ... كم تكبرت و قلت أنني استأت من حياتي .. كم طمعت و طلبت المزيد
أدركت الآن كم هي قاسية تلك الحياة التي لا أعيشها و تلك المشاكل التي لم تواجهني
و أن حياتي مقارنة بها هي جنة حقيقية
لمست مدى نعم الله علي التي لم أشعر بها و علمت حينها أن أقل ما يمكنني تقديمه لمن منحني إياها هو أن أشكره ليلا و نهارا و إن كان ذلك لا يكفي
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٨النحل)
يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك .. لك الحمد عدد ما كان و عدد ما سيكون و عدد الحركات و السكون

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

للأسف الإنسان ما بيحسش بقيمة أى نعمة غير لما تروح منه
مع إانه لو من الأول شعر بقيمتها وشكر ربنا عليها ما كنتش راحت منه وكان ربنا انعم عليه بأكتر وأكتر
"وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد"آية7 سورةابراهيم
جميل منك إدراكك للحقيقة

شيماء الجمال يقول...

كريمان مبرروك على المدونة ..مدونتك جميلة جدا ً إن شاء الله سأزورك دائما ً

مجلة الأم الصغيرة يقول...

dr.maha

فعلا الإنسان مابيقدرش قيمة اللي عنده غير لما يروح منه
و للأسف الندم ما بيرجعش اللي راح
شكرا لكلامك الجميل

_____________________

شيماء الجمال

نورتي المدونة و زيارتك شرف كبير لي
سعيدة لرؤيتك هنا :))

غير معرف يقول...

الله على رقة شعورك ..

مجلة الأم الصغيرة يقول...

شريف

أسعدني مرورك بمدونتي
شكرا لك :-)